♫ ~
اخدت تركض بشقاوة وسط غابة الكثيفة ، بينما كان ذلك الشاب يحاول اللحاق بها مسرع الخطوات ،
اتكأ على احد الاشجار التي صادفته و هو ينظر اليها بعينيه ذوي اللون العسلي
المقارب للون شعره البني ثم امسك بظهره متالما و صرخ بتعب
- انابيل على مهلك ، لم يمتثل ظهري للشفاء التام بعد منذ تلك الحادثة !
حينها توقفت ذات الخمس سنوات و استدارت اليه قائلة بشغب
- لو اعطيتني سيارتك حينما اشراها لك ابي كما طلبت منك
لما حدث لك حادث السير ذاك ، انت لا تجيد القيادة و لا اللعب ايضا ايها العجوز !
ثم تابعت بفرح و مقلتاها الزمردية تشعان بنصر بعد ان
استعدت لتبدا الركض ثانية
- لن تلحق بي هذه المرة انا الفائزة
و انسابت وسط الاشجار بينما كان شعرها الكستنائي
الطويل يتمايل مع نسمات الهواء ، و لم تترك له اي فرصة لايقافها ،
تمتم بانزعاج
- مشاغبة ، عنيدة و محتالة !!
اكمل بياس
- لما علي ان ارافق تلك الصغيرة دوما ، بالفعل ان تصرفاتها عكس ملامحها الطيبة
و اخد يفكر في الوقت الذي ستكبر فيه اخته الصغيرة المدللة كيف لها ان تصبح !
ايعقل انها ستصبح اكثر شراسة ، احس بالرعب لمجرد تخيل ذلك حتما ستصبح
وحشا تخيف كل من يحادثها ، استطرد تلك الفكرة من باله ثم ابتسم ساخرا من ما
تخيله لتوه ، يبدو ان الحادث قد اثر عليه حقا ، اصبح كثير التفكير في المستقبل ،
حتى في ابسط و اسخف الامور !
لكن و كيف لا يكون كذلك بعد ان كاد يفقد حياته في حادث سير مميت !
حين اصطدامه مع شاحنة يقودها سائق متهور ، كما لم يمضي عليه الا يومين
منذ خروجه من المشفى ، فلا عجب من تعبه السريع ..
اخد يسير بهدوء بعد ان بدا يستعيد توازنه ، لابد من ان يجدها فرغم انها تاتي كثيرا
من هذه الطريق برفقته الى انه يخشى نسيانها للسبيل الذي يقود لخارج الغابة ،
فأي خطأ صغير في المسار قد يُغرق في متاهة هذه الاشجار الضخمة المتناثرة
وسطها
في البداية قطع الغابة من الطريق المعتاد و لكن و كما توقع لم تكن بانتظاره
في الطرف الاخر ، كان يجب ان تكون وصلت منذ مدة !
كما انها اول مرة تسبقه فيها فقد استغلت حالته المتدهورة ثم طلبت مسابقته
لنهاية الغابة ، لطالما كانت دوما تركض خلفه و هو يحاول تخفيف سرعته فقط
كي تستطيع ان تتبعه
عاد ادراجه و القلق بادٍ على ملامحه ، لابد من ايجادها قبل الغروب ..
و بينما هو يسير بحدر و انتباه تفاجأ بظل بعيد و كانه روح دون اي جسد على هيئة
طيف اسود مر خلف الاشجار امامه !
تجاهل ذلك و قد اقتنع بانه من نسج مخيلته و اكمل مركزاً في البحث ،
استاءت ملامحه اكثر و هو لا يرى امامه سوى الاشجار ، لا شيء غيرها بينما
كان نور الشمس يتناقص ، يبدو انه الغروب و مع هذا اخته الصغيرة لا تزال ضائعة
وسط هذه الغابة المتشعبة فكيف تراه ايجاها ان حل الليل ، و ان خرجت الحيوانات
المفترسة بغية الصيد و افتراس فرائسها !
حرك راسه محاولا طرد هذه الافكار من راسه ، لابد ان تكون في مكان ما مختبئة ..
لكن ما فاجاه صرخات غريبة اخدت تتعالى كلما اقترب ، لاناس عديدة !!
بدا يتتبعها بينما ازدادت خشيته على اخته ، اصبح يركض محاولا اللحاق بها قبل
فوات الاوان و هو يرى الاشجار حوله ملطخة ببعض قطرات الدماء حين اقترابه ،
و اخيرا وصل الى مبتغاه فوجدها مغشيا عليها مسطحة على الارض و هي مربوطة
اليدين و القدمين بحبل اسود صادرا من الارض تحتها لتثبيثها ربما و ضباب يميل لونه
الى السواد كان يتجمع حولها ، صدم بما رآه و هو يسارع اليها لكن و بمجرد ان
لمسها اختفى كل شيء !
لم يهتم كثيرا بل اخد يردد اسم اخته لعلها تنهض من غفوتها و بعد لحظات فتحت
عينيها ثم ساعدها لتقف بهدوء ، امسكت راسها متالمة لتجعله يقول بقلق
- هل انتي بخير ، ماذا حدث !
اجابت بتعب
- اوه لقد ضعت و وصلت الى هنا راكضة ، ثم سقطت و اظن ان راسي قد اصطدم
بهذه الشجرة الكبيرة و الان ان راسي يؤلمني كثيرا
تساءل بحيرة
- اهذا فعلا كل شيء
- اجل اظن ذلك !
استغرب من ما قد سمعه ، توقع ان تكون تلقت هجوما او شيء مشابه ،
نتيجة الهيئة التي راها فيها !
نظر الى اخته مرة اخرى ، لا تزال ممسكة براسها يبدو ان صداعا رهيبا قد اصابها ،
احتضنها للتخفيف عليها قليلا و المفاجاة ان ذلك الالم الذي كانت تحس به اختفى
فور ذلك
اتسعت عيناها و هي تقول
- لقد اختفى الالم
استغرب قليلا لكنه اراد تلطيف الجو بقوله ممازحا
- ارايتِ انا دواء فوري
- لا انها مجرد صدفة
قالت جملتها و هي تبتعد عنه مديرة راسها و عقدت يديها بطريقة طفوليه ،
ابتسم لحركتها ثم قال و هو يسرع في خطواته
- هيا فالنسرع ، لقد تاخرنا كثيرا هذه المرة !
لحقت به ثم امسكت يده باناملها الصغيرة ، استغرب اكثر هي ليست معتادة على
فعل ذلك !
كل ما صادفه تلك الامسية كان بالفعل اغرب من ان يحكى ، ايعقل ان كل ذلك كانت
مجرد تخيلات و حينما لمسها انداك تلاشت ، فحتى قطرات الدماء التي كانت على
بعض الاشجار اختفت و كذا تلك الاصوات المستغيثة !
و كذلك كيف له
لكن لا يستحيل هو يكاد يقسم ان ما راه كاد صادقا !
ايعقل ان ذلك الحادث قد ايقضت حاسة اخرى تمكنه من راية الاشباح !
ابتسم ساخرا للمرة الثانية من افكاره التي غدت مجنونة و بدا يحاول ان ينسى
ما قد حدث ، اصبح يربط كل شيء بذلك الحادث ،
لكن لا عجب في ذلك فمنذ ان حدث اصبح كثير السرحان و التخيل ، فعلا لقد افقده
صوابه !
نظر الى اخته الهادئة على غير عادتها ، يبدو انها قد تعبت كثيرا ، لذا حملها على
ظهره و هو يقول ممازحا
- انتي بطيئة جدا ، بحملك هكذا سنصل اسرع
لم تعلق على كلامه بل اكتفت ببسمة بريئة ، فهذا بالفعل ما تريده ، اسندت راسها
على كتفه ثم غاصت في نوم عميق بينما اكمل سيره بخطوات متسارعة تحت القمر
الذي قد استقر وسط نجوم مشعة زينت ظلمة السماء ، و قد اصبحت هذه الامسية
ذكرى غريبة في راسه و ثقيلة جدا على راس اخته لربما قد تعلمت ايضا منها القليل ..
- النهاية -
=================
عمليات بحث متعلقة بـ قصص انمي
قصص انمي رومانسية
قصص انمي مدرسية
قصص انمي بالصور
قصص انمي رومانسية مدرسية كاملة
قصص انمي كاملة
قصص انمي رعب
قصص انمي رومانسية بالصور
قصص انمي قصيرة